Wednesday, April 24, 2013

من دونك أطير

من دونك أطير


دون أن أقولَ لك شيئا رحلتُ
محيتُ عناوينك، لملمتُ مشاعري وانطلقتُ،
أقنعتُ نفسي بالمضي خلف حلم جديد، فمعك أخفقتُ.
رأيتُ فيك ما يسعدني فابتسمتُ،
رسمتُ معك طريقا ما عهدتُه فتعلّقتُ
رغم حزنك وجرحك الماضي بك آمنتُ،
حدّثتني عن ايمانك بالقدر وبإيمانك أسقطت
أحلامي في خندق الأوهام ومع ذلك خلفها ركضتُ
أن ألتقطها وأن أفرحك عبثا حاولتُ
لكنك ما أنصفتني وما أنا لنفسي أنصفتُ...

مازلت أشعر كيف كاد قلبي إليك أن يطير
لا لم تصبه سهامك، لا لن تغرقه أوهامك،
لكنك ما زلت تعني لي الكثير...
وقلبي مازال يشتاقك
كما يشتاق فقير لملمس حرير،
كما تشتاق حالمة للقاء أمير...
كم وددت أن أرفع عاليا أحلامك
لكني اليوم أطوي من عمري ربيعا،
وغدا من دونك أطير...



لا تلعنوا الحب

لا تلعنوا الحب


من منّا لم يحلم بتلك اللحظة التي نفقد فيها الشعور بالزمان والمكان، ولا نرى أمام بصرنا سوى من نحب؛ تلك الثواني التي تهتز فيها بصيرتنا وعبثاً تحاول العودة بنا الى أرض الواقع لكن قوّة الحب ستكون أقوى وسيطرته على حواسنا ستشلّ إدراكنا الحسّي، وتضرب بالمنطق عرض الحائط بحيث لا يبقى لنا سوى نبضات قلب متسارعة، إرتباك بين الأضلع ولهفة للمس ذلك الشخص وإسكانه حضننا.

من منّا لم يتمنَّ أن يعيش قصة حبّ مثالية، ولم يأمل بحبّ تخلوه الشوائب، لا يقيّده المجتمع، لا تحكمه المصالح الشخصية، لا يلوّثه الكذب والإدّعاء ولا تنجّسه الخيانة... كلّ فرد منّا يرغب بأن يكون الرقم الأوّل في حياة أحدهم، والورقة الرّابحة دوما، فمهما تقلّبت الظروف ومهما تلوّنت الدّموع، أن نشعر بالإطمئنان لوجود شخص نلجأ إليه، وأينما رمتنا يد الحياة وكيفما صفعتنا أن نكون على يقين بأن من نحب باقٍ على عهده، لا يتبدّل بتبدّل المدن.
وعلى الرغم من روعة أحلامنا وبريق أمانينا وكبر أملنا، إلّا أن النهايات السعيدة ليست شائعة في عالمنا، فأعين الحقد تتربّص بأي علاقة مثلما تحوم الصقور فوق فريستها، وأصابع الخيانة تسحب كلّ طرف منّا كما تسحب الشمس النّور معها عند المغيب، فكأننا نعيش في عالم الغاب حيث البقاء فيه للأقوى أو بالأحرى للأكثر وعيا وإخلاصا.

تتقاذفنا أمواج الحياة فتارة نسلّم بالحب ونتبعه وطوراً نثور عليه ونقمعه؛ لكن ما ذنب الحب؟
لكلّ شخص أمسى مرتبطا وأصبح وحيدا، لكل فرد لملم أشلاء قلبه وانسحب من علاقة مدمِّرة، لكل حبيب حلّق بعيدا عن مخالب شريكه: أرجوكم لا تلعنوا الحب...
لقد خاطب الكثيرون في وصف الحب وسيطرته علينا، لكن روعة الحب تكمن في بساطته؛ فالحب ليس مجرد كلمة نقولها وليس أغنية نردّدها لأن الحب باختصار معاملة؛ وكم كبيرة كلمة معاملة وما تحمله في طياتها... لن أغالي في وصف الحب لأن من يهمّني فعلا هو من يحلم بالحب؛ لا تيأس، فالحب نقي لكن حاذر ممّن يطبّقه إذ أن المدّعين والموهومين كثر، ولا تفقد الأمل بسبب علاقة فاشلة، فخلف كل سحابة شتاء شمس متوهجة، واصبر فليس هناك ألذ من شرب الماء بعد تناول الكثير من الملح.

لكلّ منّا هدف يصبو إليه وطريق يرسمه بحبر تصرّفاته، وكم يستحيل محو خط حفرناه بأخطائنا مهما غسلناه بدموعنا. ففي حين أن أهدافنا مختلفة إلّا أن الهدف الأوحد الذي نتقاطع عنده جميعنا هو السعادة، فمهما اختلفت طرقنا للوصول إليها إلّا أنها تبقى الغاية الأسمى، وأسرع طريق للوصول إليها هو طريق الحب.
أن تحب هو أن تنزل عن كتفيك المتاع التي لا تحتاجها كالتصنّع والتبجّح والمراوغة والكذب، وأن تفرغ من جعبتك الأطعمة التي انتهت مدة صلاحيتها فلن تحتاج بعدها الى التمثيل والإحتيال، فما الحب سوى وسيلة سفر من الأرض نحو عالم نبنيه بقلوبنا، نضع فيه ما يسعدنا ومن يحترمنا، ونطرد منه كل خائن، كاذب وملوّن، فلا وجود للسحالي في عالم الحب.

تصرّفاتنا تحدّد شخصيتنا، نصقلها بتجاربنا ونلمّعها بدروس نتعلّمها من أخطائنا، لذلك يجب أن نتّفق على أن نحب الحب، فليس للحب من ذنب في قرار خاطئ اتخذناه أو كذبة جميلة صدّقناها.

Sunday, April 14, 2013

دخان القلوب

دخان القلوب


قالت: "قلبي يؤلمني"، سألتها عن السبب فأجابت سائلة: "أتعرف ما هو الحب اليتيم؟" ثم أكملت قائلة: "أن تحب شخصا وقلبك يعرف أن الأمل من حبّه مفقود، ورغم ذلك تستمر في حبّه" وتابعت كلامها تشكو حالتها، أما أنا  فسرحت بعيدا ورجع بي قلبي الى ذكريات كنت قد طويتها بين أوراق خريف السنين، وملأ عيناي دخانا رسم بواسطته أطيافا لفتاة كنت قد دفنتها في زوايا النسيان...

دخان قلبي شاحب لونه يشبه الى حد كبير الدخان المتصاعد من معظم سيارات الأجرة في طرقات لبنان، كالدخان الناتج عن احراق الدواليب في شوارع لبنان، دخان كثيف أشبه بمنديل أسود لأمّ فقدت ابنها في واحد من أزقة لبنان...

وسرعان أن فقدت الإحساس بما حولي، كل ما أذكره شعوري بضيق في التنفس والغضب لحدوث الأشياء  دون محاسبة فاعلها.
لماذا لا يحاسب الشخص الذي يؤذي من يحبّه؟ لماذا لا يدفع القاتل في لبنان ثمن فعلته، لماذا لا نشير الى المجرم بأصابعنا بل نكتفي بالنظر اليه بأعين ترتجف؟ لماذا نقبل الأشياء كما هي ولا نسعى الى إحداث فرق؟

اعتدنا أن يقول لنا غيرنا ما يجب أن نفعل.
فلقد  سمحت لصديقي أن يمنعني من الإعتراف بمشاعري للفتاة التي أحببت، سمحت للمجتمع أن يقرّر عنّي الأشياء التي أفضّلها وسمحت لعقلي أن يتجاهل محاولات صديقتي بالبوح لي بحُبّها، فما كلامها عن ألم القلب إلا سعي  منها لدغدغة تفكيري ليركز في كلامها، وما حبّها اليتيم سوى صورة مزدوجة عنّي: مرّة لكوني من لا تقدر على الإعتراف له بمشاعرها، ومرّة أخرى لكوني أعيش تلك الحالة مع فتاة أخرى.

هذه حالنا جميعا، نسعى دائما خلف من يبيعنا ونتعلّق بحبال نعرف مسبقا أنها قد تشنقنا، ونسلّم طريقنا لدوائر تضيق وتضيق الى أن تخنقنا، وإن لم تفعل تخنق قلوبنا التي بالتالي تنفّس عن مكنوناتها بدخان لا يلوّث الهواء الخارجي بل يلوّثنا، يعيب تصرّفاتنا وتفكيرنا، يغطي بصرنا وبصيرتنا...
فدخان قلبي، لا بل دخان قلوبنا مشبع بالكبت والتماهي والغضب والإستسلام وغيرها ... ولكلّ قلب دخان، لكن علاج جميع القلوب واحد  وهو الإفصاح والتعبير. يجب أن نفصح عن مشاعرنا لا أن ندفنها، أن نعبّر عمّا نحبّه ونكرهه، وألّا نلوّن آراءنا واحتياجاتنا الصّاخبة بألوان هادئة يقبلها المجتمع، أن نشير الى الظالم ونشي بالفاسد ونفضح المجرم. يجب أن نطهر قلوبنا لكي نطهر الوطن، لكي نحمي لبنان

أرغب فيك

أرغب فيك

،أغرقني في بحور هواك
،اشنقني بحبال حبّك الكبير
لكن لا تمنعني أن أهواك
...فعالمي من بعدك محدود صغير

 عيناك  يا نور عيني سماء وأنا العصفور
ولمّا تنظر إليّ فيها أطير وأدور
أحبك، أحبك و سأحبك على مدى الدهور
...وجنبك أودّ الثانية يوما والساعة شهور

عدني بأن تبقى لي واعترف
،بأنك تحبني وبأنك عليّ خائف
قبّلني واجعل أرواحنا تتعانق
وأذقني شهد من شفتيك ومن حبّك الجارف

،احضنّي واسرقني بعيداً عن الناس
،خبّئني في صدرك واحبس الأنفاس
فقبلتنا ستدوم طويلا لأني أرغب فيك
...فبعد اليوم لن أخفي أيّ إحساس



Monday, April 8, 2013

بعد الحب

بعد الحب
 

،يوم حبنا، يوم كنّا نحب
،كان ربيع عمرنا ضوء أيامنا
،كنّا نملأ بالحب كؤوس حياتنا
...واليوم، يوم فراقنا
،كسرت الكؤوس التي كادت أن تفيض
،ذبلت ورود ربيعنا، رُمِيَت في الحضيض
...خمد ضوء أيامنا
،سكتت العصافير التي كانت تغني في قلوبنا
...تلاشت أمواج البحر، بحر حبنا
،حبّنا الذي سقطت فراشاته في شباك العنكبوت
،واضمحل وذبل وها هو الآن يحتضر، يموت
...ويحرق بالنار قلبي الذي أبى إلا الصمود
،وداعا يا حبي، قد حان  يوم الفراق
...وبعد الحب، بعد أيامنا المشرقة الطويلة
،قد حان موعد الغياب
.وقد حلّ اليوم الذي لم أحسب له وجود

قسم الحب

قسم الحب


،لك سلامي أعطر من شذى الورود
،لك روحي تذهب إليك ولا تعود
،لك قلبي يرقص، يعزف ويجود
...لك حبي الصادق بلا حدود
،أحبك كحب النحلة لشهد العنقود
،كحب الملائكة للركوع والسجود
،وأشعر بحبك على جسدي يسود
.يعصف في قلبي، يبلسم الحروق
أقسم بأني أحبك حباً يفوق
،تعلّق القلب بالشرايين والعروق
،وأشهد لقلبك التزامي بالوعود
.فلك قلبي يبني قصوراً ويهدم سدود

سنفترق

سنفترف


...بخوفٍ أنظر وأتأمل
،لا مكان إلا للحلم
.وعوائق حبنا أكبر منّا
سوف نفترق، نعم
،فالحب أقوى من أحلامي
وقيوده تكسر أشرعتي
وتُسكِن بحري وتزيد آلامي
سنفترق، سوف نرحل
كلٌّ خلف حلمه الذهبي
وفي قلوبنا رعشة 
.لا يطمئنها سوى النجاح
..وداعاً

Monday, April 1, 2013

لن تعود

لن تعود


،ها قد رحلت يا من ستصبحين غريبة
،حزنت لفراقك حبيبتي، يا أول حبيبة
...وغدت شمس حبنا كئيبة
،تغرب خلف جبال قلبي
،تنام فى إحدى جراحات  حبي
،تبللها روايات كتبت بدمي
...وغدا تنطفئ وتموت
...ويسكن قلبي ليل وسكوت
،في الليل نعش يحمل جسدك المنحوت
،في الليل شَعر لفّني كضحية العنكبوت
وفي الليل أيضاً يا قلبي ستفوت
.قصصنا وأحلامنا والعهود
.سنخفي ملامحها الجميلة من الوجود
...ويا شَعرها حتى أنت ستموت
،سنكفر بالحب، سنرسم حولنا الحدود
سنلعن كل يوم ذكراها، ياه ما أحلاها
...لكنّها لن تعود



ذكريات

ذكريات

أما زلتَ يا بحر تذكر ليالينا
أما زلتِ ياريح تحملين أمانينا
نحن منذ زمن ضعنا واليوم يأتينا
.غبار العمر يمحو آثار مآسينا

عدنا نسأل يا رمل عن أسامينا
نبحث عن صوت كان يغنّينا
نطلب قصص حبّ كانت تحيينا
.وآهات ألحانها كانت تغرينا

عدنا نوقد قلوبنا كي تحمينا
ننزل رفوف النسيان قبل أن ترمينا
نجتهد في العشق لاشيء يلهينا
نعصر عيون الشعر بحورها تسقينا
ونقول في الحب آيات قد تنجينا
.من يوم لم ننسَ بعد كم يؤذينا